والإثبات ، لكن تعقّب بأن «ما» زائدة كافة لا نافية. ومنها أن «إن» للتأكيد و «ما» كذلك ، فاجتمع تأكيدان ، فأفاد الحصر ، قاله السكاكى.
وتعقّب بأنه لو كان اجتماع تأكيدين يفيد الحصر لأفاده نحو إن زيد القائم.
وأجيب بأن مراده لا يجتمع حرفا تأكيد متواليان إلا للحصر.
ومنها قوله تعالى (١) : (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ). ((٢) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ). ((٣) قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي). فإنه إنما تحصل مطابقة الجواب إذا كانت «إنما» للحصر ليكون معناها [لا آتيكم به](٤) ، إنما يأتيكم به الله إن شاء. ولا أعلمها إنما يعلمها الله.
وكذا قوله (٥) : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ). ((٦) ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ...) إلى قوله : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ). ((٧) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها ، قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي). ((٨) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ). لا يستقيم المعنى فى هذه الآيات ونحوها إلا بالحصر.
وأحسن ما يستعمل «إنما» فى مواقع التعريض ، نحو (٩) : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).
__________________
(١) الأحقاف : ٢٣
(٢) هود : ٣٣
(٣) الأعراف : ١٨٧
(٤) من الاتقان.
(٥) الشورى : ٤١ ، ٤٢
(٦) التوبة : ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣
(٧) الأعراف : ٢٠٣
(٨) آل عمران : ٢٠
(٩) الرعد : ١٩