إعدادات
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ١ ]
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الفكر العربي
الصفحات :643
تحمیل
الثالث ـ «أنما» بالفتح : عدها من طرق الحصر الزمخشرى والبيضاوى ، فقالا فى قوله (١) : (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ـ أنما لقصر الحكم على شىء ، أو لقصر الشيء على حكم ، نحو : إنما زيد قائم. وإنما يقوم زيد [وقد اجتمع الأمران فى هذه الآية ؛ لأن إنما يوحى إلى مع فاعله بمنزلة إنما يقوم زيد](٢) وأنما إلهكم [بمنزلة](٣) إنما زيد قائم.
وفائدة اجتماعهما الدلالة على أن الوحى إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم مقصور على استئثار الله بالوحدانية.
وصرح التّنوخيّ (٤) فى الأقصى القريب بكونها للحصر ، فقال : كل ما أوجب إنما ـ بالكسر للحصر أوجب أنما ـ بالفتح للحصر ؛ لأنها فرع عنها ، وما ثبت للأصل ثبت للفرع ما لم يثبت مانع منه ، والأصل عدمه.
ورد أبو حيان على الزمخشرى ما زعمه بأنه يلزمه انحصار الوحى (٥) فى الوحدانية ، و [أجيب] بأنه حصر مجازى باعتبار المقام.
الرابع ـ العطف بلا أو بل ، ذكره أهل البيان ، ولم يحكوا فيه خلافا ؛ ونازع فيه الشيخ بهاء الدين فى عروس الأفراح (٦) ؛ فقال : أى قصر فى العطف بلا؟ إنما فيه نفى وإثبات ؛ فقولك : زيد شاعر لا كاتب [٣٢ ب] لا تعرّض فيه لنفى صفة ثالثة ؛ والقصر إنما يكون بنفى جميع الصفات غير المثبتة (٧) حقيقة أو مجازا ؛ وليس هو خاصا بنفى الصفة التى يعتقدها المخاطب.
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٨
(٢) من الاتقان.
(٣) الكشاف : ٣ ـ ١٠٩
(٤) هو زين الدين محمد بن محمد التنوخى ، توفى سنة ٧٤٨ ، وفى كشف الظنون سمى كتابه : أقصى القرب فى صناعة الأدب. وكذلك جاء اسمه فى البرهان : ٢ ـ ٣٩١.
(٥) فى ب : الرحمن.
(٦) شروح السعد : ٢ ـ ١٨٧
(٧) فى عروس الأفراح : غير المثبت إما حقيقة أو مجازا.