فصل ـ [١٠]
في ذكر الطّريق الّذي يعرف به النّاسخ
والمنسوخ ، ومعرفة تاريخهما»
يعلم النّاسخ ناسخا والمنسوخ منسوخا بشيئين :
أحدهما : أن يكون الثّاني منبئا عن النّسخ الأوّل لفظا ، أو يقتضي ذلك من جهة المعنى.
ولهذين الوجهين تفصيل ، وأمّا ما يقتضيه ذلك لفظا فعلى وجوه
أحدها : أن يرد الخطاب بأنّ الثّاني قد نسخ الأوّل ، نحو ما روي أنّ رمضان نسخ عاشوراء (١) ، وأنّ الزّكاة نسخت الحقوق الواجبة في الأموال (٢).
وثانيها : أن يرد بلفظ التّخفيف ، نحو قوله تعالى (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ)(٣) في نسخ ثبات الواحد للعشرة بالواحد للاثنين ، ونحو قوله تعالى (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ)(٤) فنبّه بذلك على
__________________
(١) راجع هامش رقم (٤) صفحة ٥٣٦.
(٢) تفسير القرطبي ١٠٠٧.
(٣) الأنفال ٦٦.
(٤) المجادلة ١٣.