على أنّ نظائر ما أريد بها زال حكمه في المستقبل.
وممّا يبيّن جواز نسخ السّنّة بالقرآن وقوع ذلك ، وهو أنّ تأخير الصّلوات عن أوقاتها في الخوف كان هو الواجب أوّلا ثمّ نسخ ذلك المنع من تأخيرها بقوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً)(١).
فأمّا نسخ الكتاب بالكتاب : فقد وقع أيضا ، وقد قدّمنا الأمثلة في ذلك ، ومن ذلك أنّه كان حدّ الزّانية الإمساك في البيوت حتّى تموت بقوله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ)(٢) الآية ، وحدّ الرّجال الأذى ، ثمّ نسخ ذلك بقوله (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ)(٣).
وذهب من خالفنا في ذلك إلى أنّ ذلك نسخ عن المحصن بالرّجم.
فأمّا على ما يذهب إليه أصحابنا فإنّه يجتمع له الجلد والرّجم جميعا ، ولا يسلّمون أنّ أحدهما منسوخ.
وهذه جملة كافية في هذا الباب.
__________________
(١) البقرة ٢٣٩.
(٢) النساء ١٥
(٣) النور ٢.