ومنها لفظ «كلّا» : إذا دخلت في الكلام فإنّها تفيد الاستغراق ، سواء دخلت للتأكيد أو لغير ذلك ، وأمّا ما يدخل للتأكيد نحو قول القائل : «رأيت الرّجال كلّهم» فإنّ ذلك يفيد الاستغراق ، وما يدخل لغير التأكيد نحو قول القائل : «كلّ رجل جاءني أكرمته» و «كلّ عبد لي فهو حرّ» ، وعلى هذا قوله : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها)(١).
فهذه جملة من الألفاظ المستعملة في العموم ، ونحن ندلّ على أنّها تفيد العموم على ما قلناه ، ونذكر اختلاف النّاس في ذلك ، والكلام على شبههم في فصل يلي هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) الملك : ٨.