ومنها : (ما) في ما لا يعقل إذا وقعت الموقع الّذي ذكرناه من
المجازاة والاستفهام ، ومتى كانت معرفة لم تكن مستغرقة كما قلنا في (من)
سواء.
ومن النّاس من
قال : إنّ (ما) يعمّ ما يعقل وما لا يعقل وهي أعم من (من) ، وذلك محكيّ عن قوم من
النّحويين .
ومنها : (أيّ) فإنّها تستغرق ما يعقل وما لا يعقل وهي أعمّ من
اللّفظتين معا ، ولأجل هذا إذا قال : «أيّ شيء عندك» يحسن أن يجاب بما يعقل وما لا
يعقل ، إلّا أنّها لا تفيد الاستغراق كما تفيد «من» و «ما» ، إلّا أن يدلّ دليل
على ذلك فيحكم له بحكم الاستغراق.
ومنها : (متى) في الأوقات لأنّها تجري في تناول جميع الأوقات
مجرى «من» في تناولها لجميع العقلاء ، وذلك نحو أن يقول القائل : «متى جئتني جئتك»
فإنّ ذلك لا يختصّ وقتا دون وقت بل يتناول جميع الأوقات.
ومنها : «أين» في المكان نحو قول القائل : «أين زيد» ، يحسن
أن يجيبه بذكر كلّ مكان ، فعلم أنّه متناول له.
ومنها : لفظ النّفي إذا دخل على النّكرات ، نحو قول القائل : «ما
رأيت أحدا» ، و «ما جاءني من أحد» فإنّ ذلك يفيد الاستغراق.
ومنها : أسماء
الأجناس إذا دخلها الألف واللّام ولم يرد بها التّعريف ، نحو قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي
خُسْرٍ) ونحو قولهم : «أهلك النّاس الدّنيا والدّرهم» لأنّ ذلك
يفيد الجنس كلّه ، ومتى كان للتعريف كان مختصّا بما عرّف به نحو قول القائل : «رأيت
الإنسان» يشير به إلى إنسان معهود متقدّم.
فأمّا إذا كان
خاليا من الألف واللّام فإنّه يفيد واحدا لا بعينه ، نحو قول القائل :
__________________