بوجوب (١) كثير من الواجبات ، داعيا له إلى فعلها ، وصارفا عن الإخلال بها ، سمي عقلا تشبيها بعقال الناقة الّذي يمنعها (٢) من السير.
والثاني : أنه لما كانت العلوم الاستدلالية لا تثبت إلا مع ثبوت هذه العلوم ، سميت عقلا تشبيها أيضا بعقال الناقة ، ولأجل ما قلناه لا يصح وصف القديم تعالى بأنه عاقل ، لأن هذا المعنى لا يصح فيه.
وأما الأمارة ، فليست موجبة للظن ، بل يختار الناظر فيها عندها الظن ابتداء ، لأنا نعلم أنه ينظر جماعة كثيرة في إمارة واحدة من جهة واحدة ، فلا يحصل لجميعهم الظن ، فلو كانت مولدة لوجب ذلك ، كما يجب ذلك في الدليل ، ألا ترى أن الجماعة إذا نظرت في الدليل من الوجه الّذي يدل ، حصل لجميعهم العلم ، ولم يحصل لبعضهم دون بعض ، وليس كذلك الظن.
__________________
(١) لوجوب.
(٢) التي تمنعها.