وكذلك يتجوّز في العبارة عن الدّلالة.
والدليل : هو الدّال في الأصل قال الشّاعر :
إذا الدّليل استاف أخلاق الطرق (١)
فوصف الدّالّ على الطّريق بأنّه دليل ، من حيث فعل أشياء استدلّ بها على الموضوع المقصود. وقد يتجوَّز في ذلك فيستعمل في الدّلالة ، فيقولون في الأجسام إنّه دليل على خالقها ، وبأنّ القرآن دليل على الأحكام. ولا يمتنع أن يقال أيضا إنّه حقيقة فيهما (٢) *.
والمدلول : هو الّذي نصبت له الدّلالة ليستدلّ (٣) بها ، وهو المكلّف ، وقد يتجوَّز بذلك في المدلول عليه فيقولون : هذا مدلول الدّلالة ، وذلك مجاز.
والمدلول عليه : هو ما يؤدّى النّظر في الدّلالة إلى العلم به.
والمستدلّ : هو الناظر ، ولا يسمّى بذلك إلّا إذا فعل الاستدلال.
والمستدلّ به : هو الدّلالة بعينها ، ولا يسمّى بذلك قبل الاستدلال بها.
والمستدلّ عليه : هو المدلول عليه بعينه ، غير أنّه لا يسمّى بذلك قبل حصول الاستدلال.
والنّظر ينقسم إلى :
تقليب الجارحة الصّحيحة نحو المرئيّ طلبا لرؤيته.
__________________
(١) شطر من الرجز لابن العجّاج ، وهو أبو محمّد رؤبة بن العجّاج ، البصريّ ، التميمي ، وكنيته أبو الحجّاف وأبو العجّاج ، توفّي سنة ١٤٥ ه.
إذا : هنا ظرف وليست شرطيّة ، واستاف : شمَّ ، يقال : ساف يسوف سوفا ، إذا شمَّ وذلك بالليل إذا شمّ الدليل التراب. وأخلاق الطرق : الدارس منها التي قد أخلقت ، شبّهها بالثّوب الخلق لأنّ الاستدلال بشمّ التراب يكون في الطرق القديمة التي كثر المشي فيها فيوجد رائحة الأرواث والأبوال.
انظر : «خزانة الأدب ١ : ٨٥ ، لسان العرب ٩ : ١٦٥ ، الأغاني ٢٠ : ٣٤٤ ، وفيات الأعيان ٢ : ٣٠٣».
(٢) * أي في الدال على الطريق ، وفي الدّلالة ، والأوّل حقيقة عرفية لغوية ، والثاني حقيقة في عرف المتكلّمين.
(٣) في الأصل : لتستدل.