وإلى معنى الانتظار.
وإلى معنى التّعطّف والرّحمة.
وإلى معنى الفكر.
والواجب من ذلك هو الفكر (١) *.
والنّاظر يعلم نفسه ناظرا ضرورة ، ويفصِّل بين هذا الحال وبين سائر صفاته من كونه معتقدا ، وظانّا ، ومريدا ، وغير ذلك من الصّفات.
ومن شرط النّاظر أن يكون عالما بالدّليل على الوجه الّذي يدلّ على ما يدلّ عليه ، حتّى يصحّ أن يولّد نظره العلم.
ولأجل ذلك نقول : إنّ من لا يعلم صحّة الفعل من زيد لا يعلمه قادرا ، ومن لا يعلم وقوع الفعل محكما منه ، لا يمكنه أن يستدلّ على كونه عالما ، لما لم يكن عالما بالجهة الّتي لكونه عليها يدلّ ، ولهذا نقول إنّ من لا يعلم أنّ قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)(٢) كلام الله ، وأنّ الله تعالى لا يجوز عليه القبيح ، ولا التعمية والإلغاز في الكلام ، لا يمكنه الاستدلال به على وجوب الصلاة ، ولا الزكاة ، ولذلك ألزمنا المجبّرة أن لا يمكنهم الاستدلال بكلام الله تعالى من حيث جوَّزوا (٣) *عليه القبائح كلّها.
وكذلك من لا يعلم أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صادق ، وأنّه لا يجوز عليه الكذب ، ولا التعمية والإلغاز في الكلام ، لا يصحّ له أن يستدلّ بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم على شيء من الأحكام.
وهذه العلوم التي ذكرناها ، شرط في توليد النّظر للعلم لا في صحّة وجوده ، لأنّ
__________________
(١) * أي الواجب من ذلك على كلّ مكلّف هو الفكر ، أو الواجب ، لتوقّف العلم المبتغى بالأصول عليه هو الفكر.
(٢) البقرة : ٤٣.
(٣) * أي عقلا وإن لم يجوّزوه بخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.