ابن مسلم (١) ، وبريد (٢) ، وأبو بصير (٣) ، والفضيل بن يسار (٤) ونظراؤهم من الحفاظ الضابطين على رواية من ليس له تلك الحال.
ومتى كان أحد الراويين متيقظا في روايته والآخر ممن يلحقه غفلة ونسيان في بعض الأوقات ، فينبغي أن يرجح خبر الضابط المتيقظ على خبر صاحبه ، لأنه لا يؤمن أن يكون قد سها أو دخل عليه شبهة أو غلط في روايته ـ وإن كان عدلا لم يتعمد ذلك ـ وذلك لا ينافي العدالة على حال.
وإذا كان أحد الراويين يروي (الخبر) (٥) سماعا وقراءة والآخر يرويه إجازة ، فينبغي أن يقدم رواية السامع على رواية المستجيز.
اللهم إلا أن يروي المستجيز بإجازته أصلا معروفا ، أو مصنفا مشهورا ، فيسقط حينئذ الترجيح.
وإذا كان أحد الراويين يذكر جميع ما يرويه ويقول إنه سمعه ، وهو ذاكر لسماعه ، والآخر يرويه من كتابه ، نظر في حال الراوي من كتابه ، فإن ذكر أن جميع ما في كتابه سماعه فلا ترجيح لرواية غيره على روايته ، لأنه ذكر على الجملة أنه سمع جميع ما في دفتره ، وإن لم يذكر تفاصيله ، وإن لم يذكر تفاصيله ، وإن لم يذكر أنه سمع جميع ما في دفتره ، وإن وجده بخطه أو وجد سماعه عليه في حواشيه بغير خطه ، فلا
__________________
(١) هو محمد بن مسلم بن رباح الطحان ، من متقدمي شيوخ الإمامية في الفقه والحديث. وكان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام وروى عنهما مئات الروايات الصحيحة ، كان ورعا ، صدوقا ومن أوثق الناس ، وأجمعت الإمامية على تصحيح ما يرويه. توفي سنة ١٥٠ ه.
(٢) هو بريد بن معاوية العجلي ، من متقدمي شيوخ الإمامية في الفقه والحديث ، وكان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ومن المقربين عندهما وروى عنهما توفي سنة ١٥٠ ه.
(٣) هو يحيى بن القاسم الأسدي ، من وجوه الشيعة ومن أصحاب الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام وروى عنهم ، كان فقيها ، محدثا وقد أجمعت الإمامية على توثيقه وتصحيح ما يرويه. توفي سنة ١٥٠ ه.
(٤) هو الفضيل بن يسار النهدي البصري ، من الفقهاء والمحدثين الثقات ، ومن الذين أجمعت الإمامية على توثيقهم وتصحيح ما يروونه. روى عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام توفي قبل عام ١٤٨ ه.
(٥) زيادة من الأصل.