روي عن أبي بكر أنه لم يقبل خبر المغيرة بن شعبة (١) في الجدة حتى شهد معه محمد بن مسلمة (٢).
وما روي عن عمر أنه لم يقبل خبر أبي موسى (٣) في الاستئذان (٤) حتى شهد معه أبو سعيد (٥).
وما روي عن علي عليهالسلام أنه لم يقبل خبر ابن سنان الأشجعي (٦) ، وغير
__________________
(١) هو المغيرة بن شعبة ، صحابي شهد الحديبية وما بعدها. كان من أعداء أهل البيت عليهمالسلام ومن الموالين للحزب الأموي ، ولاه عمر البصرة ثم الكوفة وأقره عثمان عليها. ساند معاوية في بغيه على أمير المؤمنين عليهالسلام فولاه الكوفة ومات بها سنة ٥٠ أو ٥١ ه. وأما خبر الجدة فقد رواه أبو داود في سننه ، والترمذي ، وابن ماجة ، ولفظ الحديث لأبي داود : (أنه قال : جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأل ميراثها ، فقال : ما لك في كتاب الله تعالى شيء ، وما علمت لك في سنة نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس. فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعطاها السدس ، فقال أبو بكر : هل معك غيرك ، فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة ، فأنفذه لها أبو بكر). سنن أبي داود ٢ : ١٦ باب ٥.
(٢) هو محمد بن مسلمة الأوسي المدني الأنصاري. صحابي من المخضرمين. ولد قبل البعثة باثنين وعشرين سنة. ويقال إنه ممن كان يسمى في الجاهلية محمدا ، أسلم على يد مصعب بن عمير وشهد بدرا وما بعدها إلا تبوك. كان من المتخاذلين عن نصرة الحق في الجمل وصفين فلم يشهدهما. قتله أهل الشام بالمدينة سنة ٦٤ ه
(٣) هو أبو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم. صحابي ، استعمله عمر على البصرة وولى الكوفة زمن عثمان ، كما ولى قضاء الكوفة أعواما طويلة ، وهم علي عليهالسلام أن يعزله. كان ممن يخذل الناس عن نصرة علي عليهالسلام يوم الجمل. اختاره الخوارج حكما في صفين برغم معارضة الإمام له ووصفه إياه بالتائه عن الحق فاحتال عليه عمرو بن العاص وغلبه ، والقضية مشهورة. مات سنة ٤٢ أو ٤٤ أو ٥٠ أو ٥١ أو ٥٣ هجرية.
(٤) حديث أبي موسى الأشعري : «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع» رواه البخاري في كتاب الاستئذان ، باب التسليم والاستئذان ثلاثا ، ومسلم والترمذي ، وابن ماجة ، وأبو داود.
(٥) هو سعد بن مالك بن سنان ، أبو سعيد الخدري ، صحابي جليل. استصغر يوم أحد وغزا بعد ذلك اثنتي عشرة غزوة ، روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجماعة من الصحابة ما يزيد على ألف رواية. كان من الموالين لأهل البيت عليهمالسلام توفي سنة ٦٣ أو ٦٤ أو ٦٥ أو ٧٤ ه بالمدينة ودفن بالبقيع.
(٦) رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي ، وابن ماجة في كتاب النكاح ، باب إباحة