إن كل واحد من طرفى أرضه فى الشمال والجنوب ثمانية أقدام ، والجهة الشرقية أحد عشر قدما ، وطرفه الغربى ستة عشر قدما ، وبما أنه مؤسس تحت مكان اسمه «فرهادية» لا قبة له ولا مئذنة ، وقد عرضت طائفة من الجن تبعيتها للنبى صلى الله عليه وسلم ، فوق أرض هذا المسجد فى ليلة عودته من الطائف.
ودخلوا فى دائرة الإسلام المنجية ، وبما أن حراس مكة المكرمة يجتمعون فى هذا المكان ليلا أطلق عليه مسجد الحرس أو موضع الخط.
وسبب إطلاق مسجد الخط عليه هو أن النبى صلى الله عليه وسلم ، خط عدة خطوط فى تلك الليلة على الرمل وهو يشير إلى عبد الله بن مسعود المحمود العاقبة ، ومن أسماء هذا المسجد اللطيفة «مسجد البيعة» إشارة إلى مكان بيعة طائفة الجن ، وهؤلاء سبعة أنفار من الجنة ، ينتسبون إلى الطائفة من جن بلدة نصيبين وأسماؤهم : حسأ ، مسأ ، سأصبرا ، ناصبرا ، ابنا الأرب ، ابنين ، أخصم ، وبعض الرواة يضعون بدل «ابنا الأرب» : «ازريان» ومكان «ابنين» : «أحقب» ، إن هذا المكان هو الذى بايع فيه الجن النبى صلى الله عليه وسلم ، قبل البعثة ، وقد أماط محيى الدين بن عربى ، اللثام عن هذه الحقيقة.
حتى إن معاذ بن عبد الله بن معمر ، وهو ممن أيدوا هذه الحقيقة ، روى أن واحدا قد لف جنيا يسمى عمرو ـ نال الشهادة فى عهد خلافة الفاروق ـ فى خرقته ودفنه والحكاية تالية الذكر تعود إلى سيدنا معاذ.
حكاية :
قال معاذ رضى الله عنه : كنت جالسا مع عثمان بن عفان ، فمر علينا رجل وقال : بينما كنا نمضى من ذاك المكان هبت على طرقنا عاصفة كأنها زوبعة فى مكان قريب منا ، أذرت ما على الأرض من قش فى الهواء ، ثم أعقبتها زوبعة أخرى غاية فى شدتها ، والتصقت بالزوبعة التى هبت أول الأمر وتشاجرتا مدة مديدة وكأنهما حيوانان يقتتلان ثم سكنتا ، وهاتان الزوبعتان كانت كل منهما قد