ببيان المسائل التى تجيز التعمير ، ثم قام عقب ذلك ناظر الحرم الشريف وقدم إلى الأمير الأمر السلطانى والفتوى الشريفة للمشيخة السلطانية ، وفتح الشيخ المشار إليه الأمر السلطانى والفتوى وقرأهما على ملأ من الناس ، ثم تساءل قائلا من هم الذين يخالفون أحكام هذه الفتوى ويتجرءون على تشويش أذهان الجمهور وتخديشها ، إن هذه الفتوى ما هى إلا تعزيز لصحة تعمير السقف الشريف واستصواب ذلك ، إن حكم هذه الفتوى وما تحتوى عليه يوافق تماما أحكام الشرع الشريف ويجب أن يبادر بتنفيذ ما جاء فيها والبدء فى العمليات الإنشائية بدقة. وبناء على ذلك صعد العمال الذين اختيروا من قبل وعاينوا الأماكن التى أشير إليها فى ورقة الكشف ، وعمروا (١) بعض مداخل الأعمدة الخشبية على السطح والأماكن التى هبطت عن مستواها ، مما يؤدى إلى سقوط السقف كله ، كما بين ذلك المهندسون الذين كشفوا ذلك ، كما سووا قطع الرخام التى على أرض المطاف والتى كانت فى حاجة إلى التعمير والإصلاح ، وغيروا الرمال ذات الحصى الموجودة حول المطاف وعرضوا الأمر على الباب العالى ، وقد شرح مولانا قطبى أفندى لذلك فى مصراع بديع قائلا :
مجدد بيت الله مالك الدول سليمان (٢)
وبعد ما أرسل الباب العالى قدرا كافيا من الفضة لتعمير المحراب الشريف وباب الكعبة المعلى بالأمر السلطانى ، جددت ألواح باب الكعبة الفضية بتلك الفضة ، وسوى سطح الباب بمسامير فضية ثمينة ، كما ركبت عليه أربع قطع من حلقات فضية ، وغلف ميزاب الرحمة بالفضة وزخرفوا سطحه ، وهكذا نفذوا الإرادة السنية للخلافة وذلك فى سنة ٩٥١ ، وفى سنة ٩٦٠ أرسلت قطعة فضية للميزاب وعند وصولها رفع الميزاب القديم ، ووضعوا مكانه الميزاب الفضى الجديد وأرسل الميزاب القديم إلى باب السعادة للاحتفاظ به تبركا فى خزينة السلطان ، كما سيبين فى الأمر السلطانى الذى سيأتى ذكره فيما بعد ، وعرضوا الانتهاء من تعمير تلك البقعة المفخمة.
__________________
(١) وكان سطح كعبة الله قد عمر قبل ذلك فى سنة ٨١٤ و ٨٢٤ وسنة ٨٢٦ و ٨٤٣ أربع مرات كما عمر بعد ذلك فى سنوات ١٠٢١ و ١٠٤٣ و ١٠٤٤ و ١١١٥ و ١٢٣٥ خمس مرات.
(٢) قد يكون هذا تعمية ذلك التاريخ ولغزها.