وقد ذكرنا نحو هذا في الأعراف (١).
وقوله : «خالدين» حال مقدّرة.
قوله تعالى : (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) يعني : أرض الجنة. وقد سبق معنى كون ذلك ميراثا في الأعراف (٢).
(نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) أي : نتخذ من المنازل ما شئنا. وما ذاك إلا لسعتها وزيادة منازلها على مقدار حاجة الداخلين إليها.
وحكى أبو سليمان الدمشقي : أن أمة محمد صلىاللهعليهوسلم يدخلون الجنة قبل الأمم فينزلون منها حيث شاؤوا ، ثم تنزل الأمم بعدهم ، فلذلك قالوا : (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) فيقول الله تعالى : (فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) أي : فنعم ثواب المطيعين [في الدنيا](٣) الجنة (٤).
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٧٥)
قوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) أي : محدقين بالعرش.
ودخول «من» للتوكيد.
(يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) يصلّون وينزهون متلذذين بذلك لا متعبدين بذلك ؛
__________________
(١) عند الآية رقم : ٤٦.
(٢) عند الآية رقم : ١٣٧.
(٣) زيادة من زاد المسير (٧ / ٢٠٢).
(٤) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ٢٠٢).