وقال قتادة : «فتكن في صخرة» : في جبل (١).
وقرأ عبد الكريم الجزري : «فتكنّ» بكسر الكاف (٢) ، من قولهم : كنّ الطائر يكنّ وكونا ؛ إذا استقرّ [في](٣) وكنته ، وهو مقره ليلا ، وهو أيضا عشّه الذي يبيض فيه ووكره (٤) ، ومنه قول الشاعر :
وقد أغتذي والطير في وكناتها |
|
بمنجرد قيد الأوابد هيكل (٥) |
(يَأْتِ بِهَا) يوم القيامة للحساب والجزاء ، (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) يصل علمه إلى كل خفي.
وقال قتادة : لطيف باستخراجها ، (خَبِيرٌ) بمستقرها (٦).
قوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ) أي : على ما أصابك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى ما أصابك من المصائب.
(إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) سبق تفسيره في آخر آل عمران (٧).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢١ / ٧٣) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٩٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٢٢) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٢) ذكر هذه القراءة أبو حيان في : البحر (٧ / ١٨٢) ، والسمين الحلبي في الدر المصون (٥ / ٣٨٨).
(٣) زيادة من الكشاف (٣ / ٥٠٣).
(٤) انظر : اللسان (مادة : وكن).
(٥) البيت لامرئ القيس من معلقته ، انظر : ديوانه (ص : ١٩) ، والسبع الطوال (ص : ٨٢) ، والمحتسب (٢ / ٢٣٤) ، والخصائص (٢ / ٢٢٠) ، واللسان (مادة : قيد) ، وروح المعاني (٢١ / ٩٨) ، وشرح المفصل لابن يعيش (٢ / ٦٦) ، والدر المصون (٥ / ٣٩٠).
(٦) أخرجه الطبري (٢١ / ٧٣) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٩٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٢٣) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٧) عند الآية رقم : ١٨٦.