تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ) (٢٠)
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) قال ابن زيد : حدثني أبي أن هاتين الآيتين نزلتا في نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ؛ زيد بن [عمرو](١) ، وأبو ذر ، وسلمان الفارسي (٢).
والمعنى : والذين اجتنبوا عبادة ما دون الله من شيطان وكاهن وصنم.
قال الأخفش (٣) : إنما قال : (أَنْ يَعْبُدُوها) ؛ لأن [الطاغوت](٤) في معنى جماعة ، وإن شئت جعلته واحدا مؤنثا.
وقال غيره : «أن» مع الفعل في موضع النصب بتأويل المصدر بدل من مفعول «اجتنبوا» ، تقديره : والذين اجتنبوا عبادة الطاغوت.
(لَهُمُ الْبُشْرى) خبر المبتدأ الذي هو «والذين اجتنبوا» (٥). والمعنى : لهم البشرى على ألسنة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين في الدنيا ، وعلى ألسنة الملائكة حين الموت وحين يحشرون.
(فَبَشِّرْ عِبادِ) فوصفهم فقال : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ) وهو القرآن في
__________________
(١) في الأصل : عمر. والتصويب من مصادر التخريج.
(٢) أخرجه الطبري (٢٣ / ٢٠٧) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٤٩). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٢١٧) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. وانظر : أسباب النزول للواحدي (ص : ٣٨٢).
(٣) معاني الأخفش (ص : ٢٧٤).
(٤) في الأصل : العابدون. والمثبت من معاني الأخفش ، الموضع السابق.
(٥) انظر : الدر المصون (٦ / ١١).