على ظاهره ، على معنى : ضربنا لهم الأمثال تقريبا إلى أفهامهم وتنبيها لهم واحتجاجا عليهم.
وجائز أن يكون المعنى : ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل في غرابتها [وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن](١) كصفة المبعوثين يوم القيامة [وقصتهم](٢) وما يقولون وما يقال لهم.
(وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ) خارقة (لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) لقسوة قلوبهم وبنوّ طباعهم عن قبول الحق ومجّ أسماعهم حديث الآخرة.
(إِنْ أَنْتُمْ) أي : ما أنتم يا محمد وأصحابك (إِلَّا مُبْطِلُونَ).
(كَذلِكَ) أي : مثل ذلك الطبع (يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أي : على قلوب الجهلة بالله تعالى وبصفاته وبما جاءت به رسله.
(فَاصْبِرْ) يا محمد على أذاهم وعداوتهم (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) تعالى بصبرك وظهور دينك وإعلاء كلمتك (حَقٌ) لا بد من وقوعه وإنجازه.
(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) وقرأت ليعقوب بسكون النون وتخفيفها (٣).
والمعنى : لا يستخفنّ رأيك وحلمك.
وقال الزجاج (٤) : لا يستفزّنّك عن دينك.
__________________
(١) زيادة من الكشاف (٣ / ٤٩٤).
(٢) مثل السابق.
(٣) النشر (٢ / ٢٤٦) ، والإتحاف (ص : ١٨٤).
(٤) معاني الزجاج (٤ / ١٩٢).