الجمع (١).
قال مقاتل (٢) : (آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) : هو النبت ، وهو أثر المطر ، والمطر رحمة الله.
قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً) هذه اللام في (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا) هي اللام الموطئة للقسم دخلت على حرف الشرط (٣) ، إذا أتت الريح بلفظ الواحد أريد بها العذاب ، كما سبق آنفا.
(فَرَأَوْهُ) يعني : أثر رحمة ، وهو النبت (مُصْفَرًّا) قد ذهبت نضارته وخضرته.
وقيل : الضمير في قوله : «فرأوه» يعود إلى السحاب ، على معنى : فرأوا السحاب مصفرا فإنه إذا كان كذلك لا يمطر.
قوله تعالى : (لَظَلُّوا) يعني : لصاروا ، وهو جواب يسدّ مسدّ جوابي القسم والشرط.
(مِنْ بَعْدِهِ) أي : من بعد اصفرار النبات أو السحاب (يَكْفُرُونَ) بأنعم الله السالفة ، فهم في جميع أحوالهم مذمومون ، إن أنعم عليهم بطروا ، وإن ابتلوا كفروا.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)(٥٤)
قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) قرأ حمزة وأبو بكر : «ضعف»
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٦٩) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٦١) ، والكشف (٢ / ١٨٥) ، والنشر (٢ / ٣٤٥) ، والإتحاف (ص : ٣٤٨ ـ ٣٤٩) ، والسبعة (ص : ٥٠٨).
(٢) تفسير مقاتل (٣ / ١٥).
(٣) هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣ / ٤٩٢).