وقال الزمخشري (١) : «من الذين فارقوا» بدل من «المشركين». ويجوز أن يكون منقطعا مما قبله. ومعناه : من المفارقين دينهم ، كل حزب فرحين بما لديهم ، ولكنه رفع «فرحون» على الوصف ل «كل» (٢) ، كقوله :
وكلّ خليل غير هاضم نفسه |
|
................ (٣) |
(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(٣٧)
وما بعده مفسر فيما مضى إلى قوله تعالى : (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ). والمعنى : أم أنزلنا عليهم حجة مضيئة من السماء ناطقة بصحة شركهم ، وتكلم السلطان مجاز عن الدلالة والشهادة كما تقول : هذا الكتاب ينطق بكذا.
__________________
(١) الكشاف (٣ / ٤٨٥).
(٢) انظر : التبيان (٢ / ١٨٦) ، والدر المصون (٥ / ٣٧٨).
(٣) صدر بيت للشماخ ، وعجزه : (لوصل خليل صارم أو معارز). انظر : ديوانه (ص : ١٧٣) ، والكتاب (٢ / ١١٠) ، والبحر (٧ / ١٦٨) ، والدر المصون (٥ / ٣٧٨) ، واللسان (مادة : عرز) ، وروح المعاني (٢١ / ٤٢).