وقال الجوهري صاحب الصحاح (١) : يقال : قررت بالمكان ـ بالكسر ـ أقرّ قرارا ، وقررت ـ بالفتح ـ أقرّ قرارا وقرورا.
والوقار : الحلم والرزانة ، وقد وقر الرجل يقر وقارا وقرة فهو وقور (٢).
قال أبو الضحى : حدثني من سمع عائشة تقرأ : «وقرن في بيوتكن» وتبكي حتى تبلّ خمارها (٣).
وقيل لسودة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم : ما لك لا تحجّين ولا تعتمرين كما فعل أخواتك ، فقالت : قد حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقرّ في بيتي ، فو الله لا أخرج من بيتي حتى أموت ، فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها (٤).
قوله تعالى : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ) التّبرّج : إظهار الزينة وإبداء ما تحت ستره من المحاسن.
وقيل : هو التبختر ، وأصله : من برج العين ، وهو السّعة فيها (٥).
قال قتادة : كانت لنساء الجاهلية الأولى مشية تكسّر وتغنّج ، فنهين هؤلاء عن
__________________
(١) الصحاح (٢ / ٧٩٠).
(٢) الصحاح (٢ / ٨٤٩).
(٣) أخرجه أحمد في الزهد (ص : ٢٠٥) عن أبي الضحى ، وابن سعد في طبقاته (٨ / ٨٠) عن عمارة بن عمير. وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٦٠٠) وعزاه لابن أبي شيبة وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق.
(٤) أخرجه الثعلبي في تفسيره (٨ / ٣٤ ـ ٣٥).
وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٩٩ ـ ٦٠٠) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين قال : نبئت أنه قيل لسودة ... فذكره.
(٥) انظر : اللسان (مادة : برج).