ويجوز عندي أن يكون المراد : ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به مما تبادرت إليه ألسنتكم من دعائكم إياهم لغير آبائهم جريا على عادتكم ، ولكن ما تعمدت قلوبكم من ذلك.
قوله تعالى : (ما تَعَمَّدَتْ) في موضع جرّ عطفا على «ما» الأولى.
(وَكانَ اللهُ غَفُوراً) لما كان منكم قبل النهي ، أو لما قلتموه خطأ ونسيانا على المعنى الذي ذكرته ، أو لما كان منكم في الشرك ، (رَحِيماً) بكم في الإسلام.
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦) وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً)(٨)
قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) قال ابن عباس : إذا دعاهم النبي صلىاللهعليهوسلم إلى شيء ودعتهم أنفسهم إلى شيء ، كانت طاعة النبي صلىاللهعليهوسلم أولى بهم من طاعة أنفسهم (١).
وقال مقاتل بن حيان : أولى بهم من بعضهم ببعض (٢).
__________________
ـ وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٤٥٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٥٢).
(٢) ذكره الماوردي (٤ / ٣٧٣).