من العذاب.
قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) يعني : القرآن ، (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) أي : أثر الإنكار من الكراهة والتعبيس والتقطيب ، (يَكادُونَ يَسْطُونَ) يثبون ويبطشون (بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) محمد وأصحابه كراهة لما جاؤوا به ، (قُلْ) لهم يا محمد (أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) أي : بأشد عليكم وأكره إليكم من هذا القرآن ، ثم بيّنه فقال : (النَّارُ) أي : هو النار.
وقرئ شاذا : " النار" بالنصب على الاختصاص ، وبالجر على البدل من" بشرّ" (١).
(وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) كلام مستأنف. ويجوز أن يكون" النار" مبتدأ وما بعده الخبر (٢) ، (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) تفسيره.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٧٤)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) قال صاحب الكشاف (٣) : إن قلت : الذي جاء به ليس بمثل ، فكيف سمّاه مثلا؟
__________________
(١) انظر : الدر المصون (٥ / ١٦٧) ، والتبيان (٢ / ١٤٦) ، والبحر المحيط (٦ / ٣٥٩).
(٢) انظر : المصادر السابقة.
(٣) الكشاف (٣ / ١٧٢).