هذا : لا نسخ (١).
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧٠) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٧٢)
قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) استفهام في معنى التقرير. أي : قد علمت ذلك.
وقوله : (إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ) تحقيق لعلم الله تعالى ، والمراد بالكتاب : اللوح المحفوظ.
(إِنَّ ذلِكَ) يعني : العلم بما في السماء والأرض (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) لا يتعذر عليه.
قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) حجة ظاهرة من دليل نقلي أو برهان عقلي ، (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) يريد : الأصنام ، فإنهم لا يعلمون أنها آلهة بوجه من الوجوه ، (وَما لِلظَّالِمِينَ) الذين ارتكبوا مثل هذا الظلم الفظيع والجهل الشنيع (مِنْ نَصِيرٍ) ينصرهم ويصوّب مذهبهم ، أو منيع يمنعهم
__________________
(١) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة (ص : ١٢٨) ، ونواسخ القرآن لابن الجوزي (ص : ٤٠٠).