وقال الزجاج (١) : هو نهي له عن منازعتهم ، كما تقول : لا يضاربنّك فلان ، أي : لا تضاربه. وهذا جائز في القول الذي لا يكون إلا بين اثنين. ولا يجوز هذا في قولك : لا يضربنّك فلان وأنت تريد : لا تضربنّه.
قوله تعالى : (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) أي : إلى دينه والإيمان به ، (إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ).
قال الزمخشري (٢) : المراد : زيادة التثبيت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بما يهيج حميته ويلهب غضبه لله تعالى ولدينه ، ومنه قوله : (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ) [القصص : ٨٧] ، (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام : ١٤] ، (فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) [القصص : ٨٦]. وهيهات أن ترتع همة رسول الله صلىاللهعليهوسلم حول ذلك الحمى ، ولكنه وارد على ما قلت لك من إرادة التهييج والإلهاب.
قوله تعالى : (وَإِنْ جادَلُوكَ) أي : خاصموك في أمر الذبيحة والدين وأبو إلا الإصرار على المكابرة والمعاندة (فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) من التكذيب.
المعنى : وهو لكم مجاز.
(اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) أيها المسلمون والمشركون (يَوْمَ الْقِيامَةِ) حكم فصل وجزاء (فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) في الدنيا من أحكام الدين.
فصل
أكثر المفسرين يقولون : هذا منسوخ بآية السيف ، وبعضهم يقول : هذا في حق المنافقين وكانت تظهر منهم فلتات ، فإذا عوتبوا أنكروا وحلفوا وجادلوا. فعلى
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ٤٣٧).
(٢) الكشاف (٣ / ١٧١).