ومصالحكم ، (بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ) أي : كراهية أن تقع (عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) فيما سخر لهم وحبس عنهم.
والرؤوف مفسر فيما مضى.
(وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) بعد أن كنتم نطفا ثم مضغا ثم علقا لا حياة فيكم ، (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انقضاء آجالكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) للبعث والحساب ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) لجحود لنعم الله حيث لم يوحّده.
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (٦٧) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (٦٨) اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٦٩)
قوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) سبق تفسيره في هذه السورة (١).
(هُمْ ناسِكُوهُ) عاملون به.
(فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) قال المفسرون : يعني : في الذبائح ، وذلك أن كفار قريش وخزاعة خاصموا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أمر الذبيحة ، فقالوا : كيف تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ يعنون : الميتة (٢).
وقيل : هو نهي لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أي : لا تلتفت إلى قولهم ولا تمكّنهم من أن ينازعوك ، أو هو زجر لهم عن التعرض لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمنازعة في الدين ، وهم جهّال لا علم عندهم.
__________________
(١) عند تفسير الآية رقم : ٣٤.
(٢) انظر : الطبري (١٧ / ١٩٩) ، والوسيط (٣ / ٢٧٩).