وقال ابن جريج : الكناية ترجع إلى القرآن (١).
وقيل : إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم.
ويجوز عندي : أن يعود الضمير إلى" صراط مستقيم" لقربه وصحة المعنى في ردّه إليه ، واشتماله على القولين المذكورين في القرآن والرسول صلىاللهعليهوسلم.
(حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) يعني : القيامة (٢) ، (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) وهو ما أصابهم يوم بدر (٣). هذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين (٤).
وقال الواحدي (٥) : حتى تأتيهم ساعة موتهم ، أي : حتى يموتوا أو يقتلوا ، وهو قوله : (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ).
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٧ / ١٩٢). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٦٩ ـ ٧٠) وعزاه لابن المنذر.
(٢) قال ابن كثير في تفسيره (٣ / ٢٣٢) : وهذا القول هو الصحيح ، وإن كان يوم بدر من جملة ما أوعدوا به ، لكن هذا هو المراد ، ولهذا قال : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) ؛ كقوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة : ٤] ، وقوله : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) [الفرقان : ٢٦].
(٣) وهو اختيار ابن جرير الطبري (١٧ / ١٩٣) قال : وهذا القول أولى بتأويل الآية ؛ لأنه لا وجه لأن يقال : لا يزالون في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو تأتيهم الساعة ، وذلك أن الساعة هي يوم القيامة ، فإن كان اليوم العقيم أيضا هو يوم القيامة فإنما معناه ما قلنا من تكرير ذكر الساعة مرتين باختلاف الألفاظ ، وذلك ما لا معنى له.
(٤) أخرجه الطبري (١٧ / ١٩٣) ، والضياء المقدسي في المختارة (١٠ / ٨٩) عن ابن عباس ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٥٠٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٧٠) وعزاه لابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس. ومن طريق آخر عن سعيد بن جبير ، وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، ومن طريق آخر عن عكرمة ، وعزاه لابن أبي حاتم.
(٥) الوسيط (٣ / ٢٧٧).