هؤلاء المنافقين والمشركين ، فوضع الظاهر موضع المضمر.
وقوله : (لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) مفسّر في البقرة (١).
قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي : وليتيقن الذين أعطوا القرآن والتوحيد وكانوا على بصيرة من أمرهم (أَنَّهُ الْحَقُ) أي : أن نسخ ذلك وإبطاله الحق (مِنْ رَبِّكَ).
وقيل : وليعلم الذين أوتوا العلم أن تمكن الشيطان من الإلقاء هو الحق من ربك والحكمة.
(فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) أي : تذلّ وتخضع.
ثم بيّن سبحانه وتعالى أن الإيمان والإخبات إنما هو بلطفه وهدايته إياهم فقال : (وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
(وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥٧)
قوله تعالى : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) أي : في شك مما ألقى الشيطان على لسان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقولون : ما باله ذكرها بخير ثم ارتدّ عنها. وهذا قول سعيد بن جبير والأكثرين (٢).
__________________
(١) عند آية رقم : ١٧٦.
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٧٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤٤٤).