وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(٣٣)
قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وقرأ ابن كثير : " ألم ير" بغير واو (١).
(أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً) أي : مرتوقتين.
وقال الزجاج (٢) : كانتا ذواتي رتق ، فجعلناهما ذواتي فتق.
وقال غيره : لم يقل رتقين ؛ لأنه مصدر.
ومعنى الرّتق : السّدّ ، يقال : رتقت الشيء فارتتق (٣).
فإن قيل : متى رأوهما رتقا حتى قرّرهم بذلك؟
قلت : قد روي عن ابن عباس ، أن معناه : كانت السماء رتقا لا تمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ، ففتقنا هذه بالمطر ، وهذه بالنبات (٤). وهذا قول عطاء وعكرمة والضحاك ومجاهد في رواية عنه (٥). وهذا مما رأوه وشاهدوه.
فإن قيل : فما نصنع بما روي عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة :
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ١٥٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٦٧) ، والكشف (٢ / ١١٠) ، والنشر (٢ / ٣٢٣) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٣١٠) ، والسبعة في القراءات (ص : ٤٢٨).
(٢) معاني الزجاج (٣ / ٣٩٠).
(٣) انظر : اللسان (مادة : رتق).
(٤) وهو اختيار ابن جرير الطبري.
(٥) أخرجه الطبري (١٧ / ١٩) عن عطية العوفي وعكرمة وابن زيد ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٤٥٠).
وأخرج نحوه أبو نعيم في الحلية (١ / ٣٢٠). وذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٣٦) عن ابن عباس. وذكر نحوه السيوطي في الدر (٥ / ٦٢٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية.