قال ابن عباس : هم أهل شهادة أن لا إله إلا الله (١).
وقيل : لا يشفعون في الدنيا ، أي : لا يستغفرون إلا لمن ارتضى.
(وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ) أي : من خشيتهم الله ، فأضاف المصدر إلى المفعول (مُشْفِقُونَ) خائفون لا يأمنون مكره.
(وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ) أي : من الملائكة مع قرب منزلتهم مني ومكانتهم عندي (إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) مبتدأ وخبر.
والإشارة إلى" من" في قوله : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ) قال الضحاك وغيره : هذه خاصة لإبليس ، لم يدع أحد من الملائكة إلى عبادة نفسه سواه (٢).
ومن قال : لم يكن إبليس من الملائكة ؛ فالكلام يكون على معنى الفرض والتهديد ... (٣) عنهم ما كانوا يعلمون.
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣٠) وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (٣٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٧ / ١٦) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٤٤٩). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٦٢٤) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٨ / ٢٤٥٠) عن الضحاك ، والطبري (١٧ / ١٧) عن ابن جريج وقتادة.
وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٦٢٥) وعزاه لابن أبي حاتم عن الضحاك.
(٣) بياض في ب قدر عدة كلمات.