وأخرج الإمام أيضا من حديث سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل مسكر خمر وما أسكر كثيره فقليله حرام» (١).
وأما الرزق الحسن : فهو الخلّ والرّبّ (٢) والزّبيب والتمر وغير ذلك.
ويجوز أن يكونا وصفي موصوف واحد ، المعنى : تتخذون منه ما يسمى سكرا ورزقا حسنا.
(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(٦٩)
قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) قال ابن عباس ومجاهد والأكثرون : ألهمها وقذف في أنفسها (٣).
وقال مجاهد في رواية : أرسل إليها (٤).
(أَنِ اتَّخِذِي) هي المفسرة ؛ لأن في الإيحاء معنى القول ، (مِنَ الْجِبالِ) أي : اتخذي بعض الجبال (بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) أي : مما يرفع بنو آدم من
__________________
(١) أخرجه أحمد (٢ / ٩١ ح ٥٦٤٨).
(٢) الرّبّ : دبس كل ثمرة ، وهو سلافة خثارتها بعد الاعتصار والطبخ (اللسان ، مادة : ربب).
(٣) أخرجه الطبري (١٤ / ١٣٩) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٢٨٩). وانظر : الوسيط (٣ / ٧١) ، وزاد المسير (٤ / ٤٦٥). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٤٣) وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس ، ومن طريق آخر عن مجاهد وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(٤) زاد المسير (٤ / ٤٦٥).