قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١) قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى)(٧٣)
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) اضطرّهم ما شاهدوه من المعجز إلى السجود بعد الجحود.
قال عكرمة : لما خرّوا سجّدا أراهم الله تعالى في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة (١).
(قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى * قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) ذكر في الأعراف (٢).
(إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) أي : لمعلّمكم (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) قال الكسائي : إذا جاء الصبي بالحجاز من عند معلّمه يقول : جئت من عند كبيري (٣).
والمعنى : إنه لعظيمكم الذي ترجعون إليه في أمر السحر.
__________________
(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وذكره الآلوسي في تفسيره روح المعاني (١٦ / ٢٣٠) ثم قال : واستبعد ذلك القاضي بأنه كالإلجاء إلى الإيمان وأنه ينافي التكليف ، وأجيب بأنه حين كان الإيمان مقدما على هذا الكشف فلا منافاة ولا إلجاء.
(٢) عند تفسير الآيتين رقم : [١٢٢ ـ ١٢٣].
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢١٤) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٣٠٧).