وأطايب طعامهم إلى أمرائهم وكبرائهم دون مساكينهم وفقرائهم.
قال بعضهم :
كيف بك يوم القيامة إذا نودي : هاتوا ما دفع إلى السلاطين وأعوانهم ، فيؤتى فيه
بالدواب والثياب وأنواع المال الفاخرة ، وإذا نودي هاتوا ما دفع إليّ ، فيؤتى
بالكسر والخرق وما لا يؤبه له ، أما تستحي من ذلك؟.
قوله تعالى : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) أي : تقول الكذب. وقرأ معاذ : «الكذب» بضم الكاف والذال
والباء ، على نعت الألسنة .
قال ابن جني : هو جمع كاذب أو كذوب. ومفعول «تصف» : «أن لهم الحسنى»
وعلى قراءة الجماعة : «الكذب» مفعول «تصف» ، و «أن لهم الحسنى» بدل من «الكذب» ؛
لأنه في المعنى كذب.
قال مجاهد : «أن
لهم الحسنى» هو قول قريش : لنا البنون .
وقال غيره :
الجنة.
وقال الزجاج : يصفون أن لهم ـ مع قبيح فعلهم ـ من الله الجزاء
الحسن.
وقوله : (لا) رد لقولهم وتكذيب لهم ، أي : ليس ذلك كما وصفوا ، (جَرَمَ) أي : كسب فعلهم (أَنَّ لَهُمُ
النَّارَ) والمفسرون يقولون : حقا أن لهم النار.
(وَأَنَّهُمْ
مُفْرَطُونَ) أي : معجلون إلى النار ، من قولهم : أفرط القوم الفارط
، إذا
__________________