اجتماع الساكنين.
والمعنى : فما قدروا أن يعلوا عليه لملاسته وارتفاعه.
(وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) لشدته وصلابته وتماسكه.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد الله بن الإمام أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا روح ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، حدثنا أبو رافع ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السدّ كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعودون إليه فيرونه كأشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدّتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ، ويستثني ، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس ، فينشّفون المياه ، ويتحصّن الناس منهم في حصونهم ، ويرمون سهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا (١) في أقفائهم فيقتلهم بها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفس محمد بيده إن دوابّ الأرض لتسمن ، وتشكر من لحومهم ودمائهم» (٢).
وبالإسناد قال الإمام أحمد رضي الله عنه : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن محمد
__________________
(١) النّغف : الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم ، واحدته : نغفة (اللسان ، مادة : نغف).
(٢) أخرجه الترمذي (٥ / ٣١٣ ح ٣١٥٣) ، وابن ماجه (٢ / ١٣٦٤ ح ٤٠٨٠) ، وأحمد (٢ / ٥١٠ ح ١٠٦٤٠).