إهلاكهم ، وكل فعل ماض على أفعل ، فالمصدر منه مفعل أو إفعال ، واسم الزمان منه مفعل ، وكذلك اسم المكان.
وقال أبو علي الفارسي (١) : هو مصدر من أهلك يهلك ، مضاف إلى المفعول بهم ، كأنه لإهلاكهم.
ومن قرأ بفتح الميم واللام فهو مصدر ، من هلك يهلك مضافا إلى الفاعل ، كقولك : جعلنا لهلاكهم.
ومن قرأ بفتح الميم وكسر اللام فهو أيضا مصدر هلك ، إلا أن القياس في مصدر فعل يفعل أن يبنى على مفعل ، بفتح العين في الأمر الشائع ، وقد جاء المصدر من باب فعل يفعل بكسر العين. قال : (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) [العنكبوت : ٨] ، وقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) [البقرة : ٢٢٢].
والأول أكثر وأوسع.
وقال الزمخشري (٢) : المهلك بضم الميم وفتح اللام : الإهلاك ووقته ، وبفتح الميم مع فتح اللام أو كسرها بمعنى : لهلاكهم أو لوقت هلاكهم ، والموعد : وقت ، أو مصدر.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠) فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١) فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا
__________________
(١) الحجة (٣ / ٩٣ ـ ٩٤).
(٢) الكشاف (٢ / ٦٨٢).