وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً)(٥٦)
قوله تعالى : (وَما مَنَعَ النَّاسَ) يعني أهل مكة (أَنْ يُؤْمِنُوا) بوحدانية الله ونبوة محمد صلىاللهعليهوسلم (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) وهو البيان الواضح على ذلك (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ) عطف على «أن يؤمنوا» ، (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) [وهو](١) أنهم إذا لم يؤمنوا عذّبوا ، يقول : فقدّرت (٢) على هؤلاء العذاب ، فذلك الذي يمنعهم من الإيمان.
و «أن» الأولى في موضع نصب ، والثانية في موضع رفع. التقدير : وما منع الناس الإيمان ، إلا إنتظارا وطلب ، أو تقديري عليهم أن تأتيهم سنّة الأولين.
وقال ابن الأنباري (٣) : المعنى : وما منع الشيطان الناس رشدهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين لكي يقع العذاب بهم.
(أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً) قرأ أهل الكوفة : «قبلا» بضم القاف والباء ، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء (٤).
قال أبو علي (٥) : في القراءة الأولى يحتمل تأويلين : يجوز أن يكون قبلا بمعنى قبلا ، كما حكاه أبو زيد ؛ لأنه قال : لقيت فلانا قبلا ومقابلة [وقبلا](٦) وقبلا وقبليّا
__________________
(١) في الأصل : وهم. والمثبت من ب.
(٢) في ب : فقد قدرت.
(٣) انظر : زاد المسير (٥ / ١٥٧).
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ٩١) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٢٠) ، والكشف (٢ / ٦٤) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩٢) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٣).
(٥) الحجة (٣ / ٩١).
(٦) زيادة من الحجة ، الموضع السابق.