وبهذا الإسناد السالف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (بِماءٍ كَالْمُهْلِ) كعكر الزيت ، فإذا قرّب إليه سقطت فروة وجهه فيه» (١).
وبهذا الإسناد أيضا قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أن دلوا من غسلين (٢) يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا» (٣).
قال أبو عبيدة والزجاج (٤) : كل شيء أذبته من نحاس أو رصاص أو نحو ذلك فهو مهل.
وقال مجاهد : هو القيح والدم (٥).
وقيل : هو الصديد الذي يسيل من جلود أهل النار.
وقال : (يَشْوِي الْوُجُوهَ) لفرط حرارته.
ثم بالغ في ذمّه فقال : (بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ) يعني : النار (مُرْتَفَقاً).
قال الزجاج (٦) : «مرتفقا» منصوب على التمييز ، ومعناه : منزلا.
وقال أهل اللغة : «مرتفقا» : متكّأ.
وأنشدوا :
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٤ / ٧٠٤ ح ٢٥٨١) ، والحاكم (٢ / ٥٤٤ ح ٣٨٥٠).
(٢) الغسلين : ما يسيل من جلود أهل النار كالقيح وغيره كأنه يغسل عنهم (اللسان ، مادة : غسل).
(٣) أخرجه الحاكم (٢ / ٥٤٤ ح ٣٨٥٠).
(٤) مجاز القرآن (١ / ٤٠٠) ، ومعاني الزجاج (٣ / ٢٨٢).
(٥) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٤٠) ، ومجاهد (ص : ٣٧٦) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٥٩). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣٨٥) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦) معاني الزجاج (٣ / ٢٨٢).