لبثهم.
وقيل : هذا ردّ من الله على القائلين من أهل الكتاب أن مدة لبثهم ثلاثمائة وتسع سنين.
المعنى : الله تعالى أعلم بما لبثوا بعد قبض أرواحهم إلى يومكم هذا لا يعلمه إلا الله تعالى (١) أو من أعلمه إياه.
ويؤيده قراءة ابن مسعود : «وقالوا لبثوا في كهفهم».
وقال ابن السائب : قالت نصارى نجران : أما الثلاثمائة فقد عرفناها ، وأما التسع فلا علم لنا بها ، فنزلت : (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا)(٢).
(لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) سبق تفسيره (٣).
(أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) أي : ما أبصر الله وأسمعه ، فهو أعلم بقصة أصحاب الكهف وعددهم ومدّة لبثهم ، أو ما أبصره وأسمعه لما قالوا [(ما لَهُمْ)](٤) أي : ما لأهل السموات والأرض من ولي يتولى أمرهم ونصرهم.
(وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) أي : لا يشرك في قضائه أحدا من خلقه.
وقرأ ابن عامر : «ولا (٥) تشرك» بالتاء والجزم (٦) ، على الخطاب والنهي. أي : لا
__________________
(١) في ب : لا يعلمه سواه.
(٢) الوسيط (٣ / ١٤٤) ، وزاد المسير (٥ / ١٣١).
(٣) في سورة هود عند الآية رقم : ١٢٣ ، وسورة النحل عند الآية رقم : ٧٧.
(٤) زيادة من ب.
(٥) في الأصل : لا. والمثبت من ب.
(٦) الحجة للفارسي (٣ / ٨٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤١٥) ، والكشف (٢ / ٥٨) ، والنشر في القراءات العشر (٢ / ٣١٠) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٨٩) ، والسبعة في القراءات ـ