حين خرج بهم موسى عليهالسلام (١).
(فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ) من القبط (جَمِيعاً) ، وقد ذكرنا قصة إغراقهم في سورة البقرة.
(وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ) أي : من بعد إهلاكه (لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ) التي أراد فرعون أن يستفزكم منها.
وقال ابن عباس : أرض فلسطين والأردن (٢).
وقال غيره : أرض مصر والشام.
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني : القيامة (جِئْنا بِكُمْ) من القبور إلى المحشر (لَفِيفاً) جميعا مختلطين أنتم وهم ، ثم يحكم بينكم فيميّز بين السعداء والأشقياء.
[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ١٠٥ الى ١٠٦]
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (١٠٥) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً)(١٠٦)
قوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) يعني : القرآن (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) المعنى : وما أنزلناه إلا ملتبسا بالحق مشتملا عليه نازلا به.
وقيل : المعنى وما أنزلناه من السماء إلا بالحق محفوظا بالرصد من الملائكة ، وما نزل على الرسول صلىاللهعليهوسلم إلا محفوظا بهم من تخليط الشياطين.
__________________
(١) فائدة : قال ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٩٥) : قال العلماء : وفي هذه الآية تنبيه على نصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لأنه لما خرج موسى فطلبه فرعون هلك فرعون ، وكذلك أظهر الله نبيه بعد خروجه من مكة حتى رجع إليها ظاهرا عليها.
(٢) زاد المسير (٥ / ٩٥).