وقال أبو عبيدة (١) : المعروف في الثبور : الهلاك. والملعون : الهالك.
قال أكثر المفسرين : الظن هاهنا بمعنى : العلم ، على خلاف ظن فرعون في موسى ، وسوّى بعضهم بين الظنين فقال : هما بمعنى العلم (٢).
والذي يظهر لي : أنهما سواء في المعنى : إني لأحسبك. أما الأول فظاهر. وأما الثاني فإن موسى عليهالسلام حال تلبسه بمخاطبة فرعون ودعائه إلى عبادة الله وتوحيده لم يكن متيقنا عالما بهلاك فرعون ، وإنما كان ظانا هلاكه ، بسبب إصراره وجحوده ، مع تجويزه رجوعه إلى الحق.
قوله تعالى : (فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ) أي : أراد فرعون أن يزعج موسى وبني إسرائيل من أرض مصر.
قال الزجاج (٣) : جائز أن يكون استفزازهم ؛ إخراجهم منها بالقتل أو بالتنحية.
وقال ابن قتيبة (٤) : أراد أن يستخفّهم حتى يخرجوا.
والأظهر عندي : أنه أراد استفزازهم باستئصال شأفتهم وقتلهم لا بإخراجهم ؛ لأن مضمون رسالة موسى إليه أن يرسل بني إسرائيل معه.
ولأنه لو كان مقصود فرعون إخراج موسى وبني إسرائيل من مصر لم يتبعهم
__________________
(١) مجاز القرآن (١ / ٣٩٢).
(٢) زاد المسير (٥ / ٩٤).
(٣) معاني الزجاج (٣ / ٢٦٣).
(٤) تفسير غريب القرآن (ص : ٢٦٢).