(قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)(٦٥)
(قالَ اذْهَبْ) أي : امض لشأنك وما جرّه سوء اختيارك عليك (فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً) أي : موفرا.
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) قال ابن عباس : صوته : دعاء كل دعيّ إلى معصية الله تعالى (١).
وقال مجاهد : الغناء والمزامير (٢).
(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) أي : صح عليهم ، من الجلبة ؛ وهي الصّياح بالخيالة والرجالة.
قال قتادة : إن له خيلا ورجالا من الجن والإنس (٣).
والرّجل : جمع راجل ؛ كراكب وركب ، وتاجر وتجر ، وصاحب وصحب.
وقرأ حفص عن عاصم : «ورجلك» بكسر الجيم (٤) ، على أن فعلا بمعنى
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٥ / ١١٨) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٣٧). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣١٢) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (١٥ / ١١٨) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٣٧). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣١٢) وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (١٥ / ١١٨). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٥٨).
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ٦٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٠٥) ، والكشف (٢ / ٤٨) ، والنشر ـ