فيتبرؤون من عابديهم ، ثم يؤمر بالشياطين والذين كانوا يعبدونها إلى النار (١).
وقال قوم : الضميران للكفار ، فيكون ذلك خارجا مخرج التهديد لهم.
وقال قوم : الضمير الأول للأصنام ، والثاني : للكفار.
المعنى : وما تشعر الأصنام متى يبعث عابدوها ، كأنه تهكم بهم حيث عبدوا من لا يعلم وقت بعثهم ومجازاتهم على عبادتهم.
و «أيان» نصب ب «يبعثون» (٢) ، وهو مبني لتضمّنه معنى همزة الاستفهام ، وبني على الفتح ؛ لالتقاء الساكنين.
ولما أوضح بطلان إلهية غيره قال : (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) جاحدة للوحدانية ، (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان بها.
(لا جَرَمَ) سبق القول عليها في هود (٣) ، والمعنى : حقا.
(أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) عن التوحيد. ويجوز أن يراد عموم المستكبرين بالكفر وغيره.
قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) أي : لهؤلاء المتكبرين (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) على محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهذا قول بعضهم لبعض على طريقتهم في التهكم والسخرية بالقرآن والرسول صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين ، كما قالوا : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) [الحجر : ٦] ، وقولهم : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) [الشعراء : ٢٧]. ويجوز أن يكون من قول المسلمين لهم ، فيكون خارجا مخرج التعجب من بركته وحسنه ،
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٣٨).
(٢) التبيان (٢ / ٧٩) ، والدر المصون (٤ / ٣١٩).
(٣) آية رقم : ٢٢.