(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)(١٠)
قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي : للحالة التي هي أقوم الحالات ، أو إلى الملة ، أو للطريقة التي هي أقوم وأمثل ، من توحيد الله تعالى وطاعته ، وتصديق رسله ، والعمل بالمعروف ، ومكارم الأخلاق.
(وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ) أي : بأن لهم ، فلما حذف الباء انتصب موضع «أن» عند سيبويه ، وبقي على الجرّ عند الخليل.
(أَجْراً كَبِيراً) وهو نعيم الجنة.
(وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) معطوف على «أن لهم أجرا كبيرا». المعنى : يبشر المؤمنين ببشارتين ، بحسن جزائهم ، وعقاب أعدائهم.
(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)(١١)
قوله تعالى : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) الإنسان هاهنا : اسم جنس.
والمعنى : أنه يدعو عند غضبه على نفسه وأولاده وماله [وأهله](١) بالشر كما يدعو بالخير (٢).
(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) يتسرع إلى ما لم تحمله نفسه عليه وطمعه إليه ، من
__________________
(١) في الأصل : وآلة. والتصويب من زاد المسير (٥ / ١٣).
(٢) انظر : زاد المسير (٥ / ١٣).