والعمه.
(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٢)
قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) الإنسان هاهنا : اسم جنس.
قال ابن عباس : هو الكافر إذا أصابه ما يكره من فقر أو مرض أو بلاء أو شدة أخلص في الدعاء ، مضطجعا كان أو قائما أو قاعدا (١).
فعلى هذا ؛ قوله : «لجنبه» وما عطف عليه ، أحوال من الضمير المرفوع في «دعانا». ويجوز أن يكون الحال من «الإنسان» (٢).
المعنى : وإذا مس الإنسان الضر في حال اضطجاعه أو قعوده أو قيامه دعانا ، فإن المضرورين على ضروب : منهم المضطجع وهو صاحب الفراش ، ومنهم القاعد ، ومنهم القادر على القيام ، وكلهم مفتقرون إلى استدفاع البلايا بالإخلاص والدعاء.
(فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ) أي : مضى مستمرا على طريقته الأولى مغرورا بالعافية ، ناسيا ضرره ، راكبا رأسه في طغيانه ، متّبعا هواه.
وقيل : «مرّ» هي موقف الضراعة والدعاء.
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٥٤٠).
(٢) انظر : التبيان (٢ / ٢٥) ، والدر المصون (٤ / ١٢).