قال عامة المفسرين : لماتوا وهلكوا جميعا وفرغ من هلاكهم (١).
قال قتادة : هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وولده وماله بما يكره أن يستجاب له (٢).
وقال مجاهد : هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب : اللهم لا تبارك فيه ، والعنه (٣).
وحكى الماوردي (٤) أن المعنى : ولو يعجل الله للكافرين العذاب على كفرهم ، كما عجل لهم خير الدنيا من المال والولد ، لعجل لهم قضاء آجالهم ليتعجلوا عذاب الآخرة. ويقوي هذا تمام الآية ، وسبب نزولها.
وقرأ ابن عامر : «لقضى» بفتح القاف والضاد ، «أجلهم» بالنصب (٥).
(فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) أي : نمهلهم ونملي لهم ونمدهم بالنعم [إلزاما](٦) للحجة عليهم واستدراجا لهم. وقد سبق ذكر الطّغيان
__________________
(١) انظر : الطبري (١١ / ٩١) ، والوسيط (٢ / ٥٤٠).
(٢) أخرجه الطبري (١١ / ٩٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٣٢). وانظر : الوسيط (٢ / ٥٤٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٣٤٦) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (١١ / ٩٢) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٣٢) ، ومجاهد (ص : ٢٩٢). وذكره البخاري تعليقا (٤ / ١٧٢١). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٣٤٦) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٤) تفسير الماوردي (٢ / ٤٢٥).
(٥) الحجة للفارسي (٢ / ٣٥٣) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٢٨) ، والكشف (١ / ٥١٥) ، والنشر (٢ / ٢٨٢) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٤٧) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٢٣).
(٦) في الأصل : ألزما.