(كَأَنْ لَمْ) أي : كأنه لم يدعنا ، فخفّف وحذف ضمير الشأن ؛ كقول الخنساء :
كأن لم يكونوا حمى يتّقى |
|
إذ النّاس إذ ذاك من عزّ بزّا (١) |
وقول الآخر :
........... |
|
كأن ثدياه حقّان (٢) |
(كَذلِكَ) أي : كما زين للكافرين الابتهال والتضرع عند البلاء والإعراض عند الرخاء (زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ) وهم الطغاة (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) من الكفر والسيئات.
قال ابن عباس : نزلت في أبي حذيفة هاشم بن المغيرة المخزومي (٣).
وقال عطاء : في عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة (٤).
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (١٤)
__________________
(١) البيت للخنساء. انظر : ديوانها (ص : ٥٩) ، وزاد المسير (٢ / ٢٢٧ ، ٤ / ١٣).
(٢) عجز بيت ، وصدره : (ووجه مشرق النّحر). ويروى :
وصدر مشرق النحر |
|
كأن ثدييه حقان |
انظر البيت في : الكتاب لسيبويه (٢ / ١٣٥) ، والمحتسب (١ / ٩) ، واللسان ، مادة : (أنن) ، والطبري (١٢ / ١٢٥) ، وزاد المسير (٤ / ١٦٣) ، وتهذيب اللغة ، مادة : (أنن) ، والدر المصون (٢ / ٣٩٠ ، ٤ / ١٢) ، وروح المعاني (١١ / ٨٠).
(٣) زاد المسير (٤ / ١٢).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٥٤٠) ، وزاد المسير (٤ / ١٢).