متعلق ب «يجزي» ، على معنى : ليجزيهم بقسطه وعدله. ويجوز أن يكون المعنى : ليجزيهم بقسطهم وبما عدلوا ولم يظلموا حين آمنوا وعملوا الصالحات.
ورجّح بعض المحققين هذا المعنى لمقابلة قوله : (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ).
والحميم : الماء الحارّ (١).
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥) إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (٦)
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) وقرأ قنبل عن ابن كثير : «ضئاء» بهمزتين بينهما ألف في جميع القرآن (٢).
قال صاحب الكشاف (٣) : الياء في «ضياء» منقلبة عن واو ضوء ؛ لكسرة ما قبلها. وقرئ : «ضئاء» بهمزتين بينهما ألف على القلب ، بتقديم اللام على العين ، كما قيل في عاق : عقا ، والضياء أقوى من النور ، وقد ذكرته في أول البقرة.
والمعنى : جعل الشمس ذات ضياء ، والقمر ذا نور.
(وَقَدَّرَهُ) أي : وقدّر القمر ، والمعنى : قدّر مسيره (مَنازِلَ) ، أو قدره ذا منازل؛
__________________
(١) انظر : اللسان ، مادة : حمم.
(٢) الحجة للفارسي (٢ / ٣٥٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٢٨) ، والكشف (١ / ٥١٢) ، والنشر (١ / ٤٠٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٤٧) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٢٣).
(٣) الكشاف (٢ / ٣١٤).