منزله ، وقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يقبل منه شيئا ، ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وموضعي في الأنصار ، فاقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنا أقبلها؟! فقبض أبو بكر ، وأبى أن يقبلها. فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ، فأنا لا أقبلها منك ، فلم يقبلها ، وقبض عمر رضي الله عنه. ثم ولي عثمان رضي الله عنه ، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : لم يقبلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ولا عمر ، فأنا أقبلها منك؟ فلم يقبلها منه عثمان ، وهلك ثعلبة في خلافة عثمان» (١).
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٠ / ١٨٩) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٨٤٧ ـ ١٨٤٩) ، والبيهقي في الشعب (٤ / ٧٩ ـ ٨٠) ، والدلائل (٣ / ٢٦٠) ، والطبراني في الكبير (٨ / ٢١٨ ـ ٢١٩). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣١) وقال : فيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو متروك ، والواحدي في الوسيط (٢ / ٥١٣). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٢٤٦) وعزاه للحسن بن سفيان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والعسكري في الأمثال والطبراني وابن منده والباوردي وأبي نعيم في معرفة الصحابة وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أبي أمامة الباهلي.
والحديث إسناده ضعيف جدا ، فيه معان بن رفاعة السلامي. قال الجوزجاني : ليس بحجة. وقال الأزدي : لا يحتج به (انظر : الكامل لابن عدي ٦ / ٣٢٨ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٨١ ، والمجروحين ٣ / ٣٦).
وفيه أيضا : علي بن يزيد الألهاني ، قال البخاري : منكر الحديث. وقال أبو حاتم ضعيف الحديث ، حديثه منكر. وقال أبو زرعة : ليس بقوي. وقال النسائي : ليس بثقة (التاريخ الكبير ٦ / ٣٠١ ، والمجروحين ٢ / ١١٠ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٤٦ ، وتقريب التهذيب ص : ٤٠٦).
وقال الحافظ ابن عبد البر : ولعل قول من قال ثعلبة إنه مانع الزكاة الذي نزلت فيه الآية غير صحيح ، والله أعلم. (انظر : الإصابة ١ / ٤٠٠).