بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (٤٥) وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (٤٦) وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٤٧)
قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) أي : نادوهم اغتباطا بما أفضوا إليه من النعيم وتقريعا لأولئك بمسيرهم إلى الجحيم ، (أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا) على الإيمان والطاعة (حَقًّا).
وأن في قوله : «أن قد» مخففة من الثقيلة (١) ، كقول الشاعر :
في فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٢) |
أكاشره وأعلم أن كلانا |
|
على ما ساء صاحبه حريص (٣) |
__________________
(١) انظر : التبيان للعكبري (١ / ٢٧٤) ، والدر المصون (٣ / ٢٧٢).
(٢) البيت للأعشى. انظر : ديوانه (ص : ١٠٩) ، وتخليص الشواهد (ص : ٣٨٢) ، وخزانة الأدب (٥ / ٤٢٦ ، ٨ / ٣٩٠ ، ١٠ / ٣٩٣ ، ١١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٧٦) ، والكتاب (٢ / ١٣٧ ، ٣ / ٧٤ ، ١٦٤ ، ٤٥٤) ، والمحتسب (١ / ٣٠٨) ، ومغني اللبيب (١ / ٣١٤) ، والمقاصد النحوية (٢ / ٢٨٧) ، ورصف المباني (ص : ١١٥) ، وشرح المفصل (٨ / ٧١) ، والمقتضب (٣ / ٩) ، وهمع الهوامع (١ / ١٤٢) ، وشرح القصائد العشر (ص : ٤٩٤) ، والإنصاف (١ / ١٩٩) ، وأوضح المسالك (١ / ١٧١).
(٣) البيت لعدي بن زيد ، وليس في ديوانه. انظر : الكتاب (٣ / ٧٤) ، ومعاني الأخفش (ص : ١٩٢) ، وشرح المفصل (١ / ٥٤) ، والمقتضب (٣ / ٢٤١) ، وحماسة البحتري (ص : ١٨) ونسبه فيه لعمرو بن جابر الحنفي.