قال يحيى مثل قوله : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)(١)
اذا كان القول من العباد قال العبد / يا حسرتا ، وقال القوم : يا حسرتنا.
(نما) (٢) اخبر الله ان تكذيبهم الرسل حسرة عليهم. وهذا من الصراخ بالنكرة / الموصوفة.
قوله عزوجل : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (٣١) اي لا يرجعون الى الدنيا ، يعني من أهلك من الامم السالفة حين كذبوا رسلهم. يقول هذا لمشركي العرب. يقول : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) يحذرهم ان ينزل بهم ما نزل بهم.
قال : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا) (٣٢) عندنا.
(مُحْضَرُونَ) (٣٢) يوم القيامة ، يعني الماضين والباقين.
وقال السدي : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ) يعني الا جميع (لَدَيْنا مُحْضَرُونَ).
ومن خففها جعل اللام توكيدا للفعل.
قوله عزوجل : (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ) (٣٣) يعني المجدبة. تفسير السدي.
(أَحْيَيْناها) (٣٣) بالنبات.
وقال يحيى : يعني بالميتة الأرض التي ليس فيها نبات.
وقال السدي : المجدبة ، اي الذي احياها بعد موتها قادر على ان يحيي الموتى.
قال : (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (٣٥) أي لم تكن تعمله ايديهم ونحن انبتنا ما فيها.
وقال السدي : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) لم يكن ذلك من فعلهم. وهو نحوه.
قال : (وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) (٣٥) اي فليشكروا.
قوله عزوجل : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) (٣٦) اي الالوان كلها.
__________________
(١) الزمر ، ٥٦.
(٢) كلمة بها تلف في اولها بقدر حرفين لتمزيق في ح. في ابن محكّم ، ٣ / ٤٣٠ : وانّما.