خاص؟ إنّه اسم جده الأعلى (غالب) لا غير.
فالرجل قد عاش في الحقبة التي عاش فيها شيوخ المؤلف كأبي محمد مكي بن أبي طالب (ت ٤٣٧ ه) وأبي الحسن الحوفي (ت ٤٣٠ ه) وأبي محمد بن الوليد (ت ٤٤٨ ه) ، كما أن جده الأعلى ، أي : جد والده يوافق جد صاحب الكتاب كما تقدم.
إذن فلنشدد الضنين على هذين العنصرين حتى يضاف إليهما غيرهما.
ثم نظرت في أواخر ترجمة ابن فضّال تعليقا بالهامش ذيّل به محقق كتاب" إنباه الرواة" الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم نقله عن ترجمة علي فضّال في كتاب تلخيص أخبار اللغويين لابن مكتوم (١). وإذا ابن مكتوم يذكر في هذه الترجمة في سياق حديثه عن أبي الحسن علي ابن فضّال المجاشعي رواية جاء فيها : " ... حدثنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن فضّال بن علي ابن غالب ، حدثنا أبو محمد مكي بن أبي طالب بقرطبة في منزله ، حدثنا أبو الحسن علي ابن محمد بن القابسي ... ورفع السند إلى أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
الصوم جنّة من النار".
أقول : هذا عنصر جديد يضم إلى العنصرين السابقين ، وبهذا يكون قد توافر عندنا الآن جملة من المعطيات نجملها فيما يأتي :
أولا ـ إن المؤلف ينتمي إلى الجهات المغربية ، أي : إلى القيروان بافريقية.
ثانيا ـ إنه يروي عن مكي بن أبي طالب (٢).
ثالثا ـ إنهما قيروانيان في النسبة إلى هذه الجهة والمدينة.
رابعا ـ أنه سمع منه بمنزله في قرطبة ، كما جاء في النص عند ابن مكتوم.
خامسا ـ إن ترتيب اسمه ، هو : علي بن فضّال بن علي بن غالب ، وغالب هو الجد الأعلى للمؤلف ، ويتحقق اسمه مع ما تقدم من رواية والد المؤلف عن عمه إبراهيم بن غالب.
فانضمّ إلى هذه العناصر عنصران آخران هما :
سادسا ـ أن مؤلف الكتاب فيما يبدو مالكي المذهب (٣) ، وهذا هو المنتظر أن يكون
__________________
(١) إنباه الرواة : ٢ / ٣٠٠.
(٢) ينظر في رواية ابن فضّال عن مكي أيضا كتاب لسان الميزان : ٤ / ٢٤٩.
(٣) نعم يشوش على ما ذكرناه من كون أبي الحسن بن فضّال مالكي المذهب ؛ لأننا لا نجده مترجما في طبقات ـ